بدت الحركة والنشاط داخل مبنى احدى الهيئات العامة فى اول النهار معلنة بدأ يوم عمل جديد..وفى احد مكاتب الادارة فى ذلك المبنى دخل خالد وهو احد موظفين هذا المكتب
وهو يقول :صباح الخير يا شريف الذى كان جالسا يرتب بعض اوراقه الخاصة على مكتبه..
رد عليه شريف :صباح النور كيف حالك ..؟
تابعه خالد : الحمد لله بخير .. ما اخبارك انت وابنتك شهد ..؟
رد عليه شريف : لم تتوقف لحظة عن السؤال عن نور.
ثم توقف لحظة ثم تابع : ليتك تأتى لزيارتنا وتصطحبها معك.
ابتسم خالد قائلا : ان شاء الله سنأتى فى القريب .
كانا خالد وشريف اصدقاء وزملاء فى العمل .. حيث يعملون سويا فى احدى الهيئات العامة كموظفين حكوميين .
شريف كان انسان طموح يحلم دائما بما يميزه عن غيره .. وكان يؤمن بالتطوير والتغيير الدائم للافضل وذلك لكى يشعر الانسان بقيمة حياته
وكان يعيش مع زوجته وابنته شهد فى منزل صغير متواضع .. كانت تمثل له النظرة فى وجهيهما الدنيا بأكملها .
تعرف شريف على خالد من تلك الوظيفة التى التحق بها .. وبعد مرور فترة صغيرة اندمجت اسرتى خالد وشريف رغم اختلاف افكار واراء كلا منها تماما.
فقد كان خالد روتينى الى حد كبير ويرغب دائما فى الاستقرار وعدم المخاطرة بمستقبله . فكان يعشق حياته الوظيفية فى الحكومة لما تمنحه له من استقرار وتأمين للمستقبل ..
كانت زوجة خالد متوفيه بعد عشر سنوات من زواجهما بعد ان انجبت له طفلة تشبه الى حد كبير للملائكة تدعى نور وكانت فى مثل عمر شهد تقريبا .
كبرت نور وشهد معا حتى اصبحوا بمثابة الاشقاء تماما
لم يكن شريف قابل الوضع الوظيفى الذى كان عليه ابدا . فكان يفكر فى عمل مشروع صغير بمجهوده وامواله الشخصية وكان دائم الكلام عنه مع خالد صديقه الوحيد ..
ولكن كان خالد دائما فى محاولة لاحباطه لانه كان يرى ان شريف بذلك يخاطر بمستقبله كله لتنفيذ فكرة ربما تنجح وربما تفشل.
ولكن بسبب طبيعة شريف الذى تميل للتطور والتغير لن يبالى كثير لكلام خالد وقام بتقديم استقالته والبدء فى مشروع مستقبله غامض بالنسبة الى الجميع..
فى ذلك الحين اعتقد خالد ان شريف قد اضاع مستقبله لدرجة انه كان يشفق عليه وحاول كثيرا لارجاعه عما كان يفكر ولكنه فشل ..
بدأ شريف مشروعه فى شكله الصغير والذى كان عبارة عن ورشة صغيرة لصناعة الملابس وصباغتها واقام معرض صغير ايضا لعرض هذه الملابس الذى كانت من تصميماته الخاصة.
مرت السنين وكبر المشروع اكثر واكثر حتى بدأ يصدر منتجاته للخارج ونجح شريف نجاح كبير.. وكبرت صداقة شريف وخالد مع ازدياد نجاح المشروع .
ولكن خالد كان ما زال كما هو مجرد موظف فى القطاع العام ..حتى مجرد طموحه فى تسلق السلم الوظيفى كان منعدم ..
وصلت شهد ونور لسن العشرين وهما تقريبا لايفترقان ابدا .. كانوا قد خلقوا كأنهم اشقاء حقا.
فكانت شهد انسانة واقعية الى حد ما مثل والدها . ولكن ذلك لا يمنع اتسامها بالرومانسية المصاحبة لاى بنت فى مثل عمرها .. فكانت تحب الرسم الى حد كبير وقراءة القصص الرومانسية وتكره الروتين والملل .
فكان من يعرفها يحتسبها طفلة وناضجة فى آن واحد..
تجد بداخلها براءة الاطفال وحبهم للحياه وللناس ..وقد ينخدع الكثير فيها ويظن انها مثالية جدا فى معاملاتها ولكن مجرد رغبتها فى رؤية الاشياء والحقائق كما هى واضحة امامها وبدون تزيف
الابيض ابيض والاسود اسود لاكثر من ذلك وكل هذا ما يقربها من قلوب الاطفال فلم تجد اى مبرر لوجود الحقد والكراهية والخداع فى قلوب الناس ..
اما نور فكانت الرومانسية تاج يزين رأسها .. كانت تعيش رومانسيتها مع كل من تعرفهم
مع اهلها
مع اصدقائها
حتى مع من تتعامل معهم لاول مرة
وكانت نور تحب شهد بلا حدود .. فقد تعدى حبهم لبعض حب الاصدقاء وحب الاخوات وحب الانسان لنفسه
وذلك رغم الفرق الاجتماعى بينهم الذى وضح مع مرور الايام بسبب اختلاف الطريق الذى سلكه والد شهد فى بداية حياته..
وكانت نور تملك قلب رقيق الى اعلى حد لا يستطيع تخيله .. وهذا ما يجعل حب الناس وشهد لها يزداد يوما بعد يوم .
تخرجت نور وشهد من كلية اداره الاعمال وقد قرروا بدأ مشروع صغير خاص بهم ..حيث قد اصرت شهد على عدم مساعدة والدها لهما الا فى رأس مال المشروع المبدئى
كانت نور شريكة لشهد فى المشروع بنسبة 50% كما اعتادوا على مناصفة اى عمل يقومون به .. وبدأوا مشروع ينطبق تماما إلى مشروع والد شهد فى بدايته..
بدأت شهد ونور المشروع معا بداية موفقة وفى وقت قصير استقر مشروعهم بدون اى مساعدة اضافية من شريف والد شهد .