الرئيسية
قبل خمسة وثلاثون عاماً اذابت اسرائيل كدبة انها لا تقهر فى اذهان العرب , حتى اصبحت كلمة تردد كلما ذكرت اسرائيل , واصبح العرب فى انظار انفسهم قبل العالم اشبه بدمية تلعب بها اسرائيل وما تحالفها من قوة (CIB)
ولكن ما سبق كان صورة نجاح محمد انور السادات واحمد اسماعيل على وزير الحربية فى تثبيتها فى اذهانهم , وشبت نيران حرب اكتوبر ليست فى عام 1973 ولكنها بدأت منذ عام 1967 تحت مسمى حرب الاستنزاف , التى كان بداية حقيقية لعبور اكتوبر الذى لم يمحو عبارة (اسرائيل لا تقهر) بل اضاف اليها عبارة ( الا بأيدى المصريين ).
حيث كان يقول حينذاك وزير الدفاع الاسرائيلى ( موشى ديان ) : (( من السهل ان تدرك أن المصريين قد اعلنوا حالة الطوارئ , عندما يرتدى جنودهم خوذاتهم )) , وهذا دليل لما نجح فيه الرئيس انور السادات والقاده من حوله .
والاكثر من ذلك ان ميعاد بدأ الحرب قد تسرب بالفعل الى احد المسئولين فى جهاز الموساد , ولكنهم اعتبروه عملية تمويه مثل ما سبقها , وليس هذا فقط بل تم اصدار قرار لمعاقبة من تسربت اليه تلك المعلومة ولكن هذا العقاب لم ينفذ لان الحرب كانت اشتعلت بالفعل .
بعد حرب اكتوبر تغيرت كل المفاهيم , فلاول مرة اثبت إن الجيش الاسرائيلى يقهر و بأيدى مصرية , وبعد خمسة وثلاثون عاماً ذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية بقلم (عاموس جلبوع ) خسائر حرب اكتوبر الفادحة واسبابها التى تعد فشل المؤسسات الهامة فى اتخاذ القرارات واهمها جهاز المخابرات الاسرائيلى ( الموساد ) , كما اعترف موشى ديان بعد حرب اكتوبر بأنه لم يأخذ قرار استدعاء الاحتياط وذلك اعتقاداً منه بأن قواته الجوية قادرة على التصدى لاى هجوم وهذا ما لم يتحقق , ويرى الكاتب ايضاً انه من المتوقع ان يتكرر هذه الاخطاء من جديد , مثل فشل اسرائيل فى السيطرة على الانتفاضة الفلسطينية , وفشلها فى اتفاقية اوسلو التى كانت تهدف الى خلق شرق اوسط جديد , كما عدم نجاح خطة الفصل التى لم تنعم بها اسرائيل , وحتى حرب لبنان التى استهانت فيها اسرائيل بحزب الله التى اتى لهم بنتائج عكسية تماما .
وتستمر تلك النتائج طويلا , وكذلك رأى الكاتب ان المشكلة تكمن فى اسلوب تفكير القادة الاسرائيلين الذى لم يتغير منذ حرب اكتوبر , فهم مشكلتهم بالفعل عدم التحديد السليم لقوة الخصم الذين ينون على مواجهته .
كما ذكر الكاتب ان رؤية القادة الاسرائيلين للعرب بعد 1967كانت منحصرة فى انهم بمثابة شاحنة ضخمة وان المصريين كسيارة صغيرة امامها احدى الطريقين : اما الاصطدام بالشاحنة وتدمر نفسها أو تتلاشى الاصطدام نهائياً , ولكن ما حدث كان سبب فى اصابة العالم كله بالذهول وهو ان السيارة الصغيرة قررت الدخول فى المواجهه وعدم تكبد اى خسائر , وبالفعل كانت النتيجة إن الجيش المصرى حقق 90% من النتائج التى حُددت له .
وهذا ما يثير مخاوف الكاتب حيث اتخاذ اسرائيل لنفس الرؤية حتى الان وأن يسير القادة العرب على نفس نهج السادات واتباع سياساته , ووقوع اسرائيل فى تلك الفخ كما اعتادت , وما لا يعلمه هذا الكاتب أن ما يأمله لا يتحقق ابداً , لان غرور اسرائيل يعوق رؤيتها عن تفكير وقوة خصمها, الذى ربما يفوقها ذكاءً وتفوق مهما كانت الظروف المحيطة مثلما حدث فيما سبق ويستمر فيما بعد .........
